-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
يرى الأخلاقيون أن الأخلاق كلٌ لا يتجزأ، وأن قوام العقائد والعبادات تهذيب الوجدان وتزكية الجوارح وضبط السلوك. وليس من التشريع الإسلامي أن يبرر المسلم غاياته الخاطئة أو المخالفة للنظام أو المتعدية بالضرر على الآخرين تبريراً شرعياً من باب أن الغايات تبرر الوسائل. فالضرر محرّم شرعاً، وفق قاعدة (لا ضرر ولا ضِرار) ومن المتفق عليه قانوناً وجوب إزالة الضرر، وفي شهر الصوم تتجلى أخلاق الصائمين ويبرز تهذيبهم كون الصوم إمساكاً روحياً وجسدياً وعاطفياً عن كل ما يجرح العبادة الجليلة، وإظهاراً للرُقيّ بالقول والفعل والسلوك، وكما قال حافظ إبراهيم «وإذا رزقت خليقةً محمودةً، فقد اصطفاك مُقسّمُ الأرزاق».

ومن الأخطاء التي فرضتها طبيعة رتم الاستعجال اليومي، تغافل البعض عن أدب الوقوف بالمركبات في المواقع والمسارات الخاصة، وربما اعترض البعض بسيارته خلف عدد من السيارات وذهب لقضاء حوائجه وعلّق خلق الله، واستفز مشاعرهم ببرود حسه، وآخرون لا يحترمون المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات، وربما يقع بعض الحريصين على اللحاق بركعة في صلاة الجمعة أو الجماعة في تعدٍّ صارخ على حقوق الآخرين في الطريق بالوقوف وسط الشارع أو جوار سيارات واقفة ما يمنع مرور أي مركبة حتى ينتهي المصلي من صلاته، والتغافل عن معاناة مريض يحتاج المرور من الشارع أو امرأة على وشك الولادة أو مسن يحتاج تطبيباً أو إسعافاً، ليس من روح ولا تعاليم ديننا الحنيف. ولو قلت للبعض: يا أخي وقّف صح. يجيبك: أوقّف زي ما يعجبني.. هيا ايش في رأسك؟